Posted by: naneeshussien | جانفي 5, 2013

طرق إجراء أبحاث السوق

 

بقلم : د. نبيهة جابر

الحاجه إلى أبحاث السوق :

مع نمو الأسواق و إتباع طرق الإنتاج الكبير ,لا يسمح بأقل خطأ فى حسابات التوزيع لهذه الكميات المنتجه. الأخطاء أصبحت مكلفه جدا بل وفى كثير من الأحيان مدمره. من هنا ظهرت حاجه ملحه لمعرفه السوق من حولك جيدا والتعرف على أى تغير قد يحدث فيه.وتكمن المشكله فى أن تعرف كيف يتفاعل المستهلكون مع منتج جديد أو كيف كان تفاعلهم مع منتج موجود بالفعل فى السوق.

طرق إجراء البحث:ــ

  • البحث الداخلى :

إن أبحاث السوق يمكن إجراؤها داخل المنشأه بتحليل السجلات القديمه.وهذا يجب أن يتضمن مقارانات المبيعات فى المناطق المختلفه, أو عن فتره وأخرى , أو فى علاقه المبيعات بالظروف الإقتصاديه المتغيره.

  • إختيار المنتج :

كثير من العوامل تحدد إذا كان المنتج سيباع أم لا. بالإضافه إلى خواص المنتج عند الإستعمال ,نجد إن تصميم غلاف التعبئه ,والإسم التجارى ,والتفاصيل الكثيره التى تدخل فى تقديم المنتج للسوق تصبح مهمه جدا ويجب وضعها فى الإعتبار عند تسويق منتج جديد. من أجل تقييم تأثير هذه العوامل ,إرسل عدد من العينات لإفراد من الجمهور أو ربات البيوت وإسألهم عن رأيهم فى هذه العينات . إحرص أن تكون كل عينه بها شىء من الإختلاف عن الأخرى. عند عزل كل عنصر من الإختلاف تستطيع تحديد الشكل النهائى المقبول للمنتج ومكوناته قبل طرحه فى السوق.

  • إختبارات البيع بالتجزئه فى كل منطقه :

بعد أن تم إختيار تفاصيل المنتج, يجب إختيار منطقه لإختبار البيع بالتجزئه فيها.يجب عمل حمله إعلانيه بسيطه بين تجار التجزئه الذين تم إختيارهم قبل أن تطرح المنتج عليهم. حلل ردود الأفعال والمبيعات للحكم على النتائج المحتمله للإعلان عن المنتج على نطاق واسع .

  • إستعراض المستهلكين:

إن هذا المسح أو الإستعراض يعنى مراجعه قطاع المستهلكين.ويتم إختيار المشاركين فى هذا المسح بطرق مختلفه. إذا كان المسح إحصائيا فيجب التأكد من أخذ عينه من كل قطاع فى المجتمع بنفس النسبه.هذه العينات تسمى عينه عشوائيه. بحيث يرد المشاركون على إستبيان يشمل أسئله تستفسر عن كل ردود الأفعال. ويعتمد نجاح هذا المسح على سلامه العينات وصدقهم ,والمهاره فى وضع أسئله الإستبيان والصبر والنزاهه للقائمين على تنفيذ هذا الإستبيان.

  • أبحاث السوق والإعلان :

إن العامل المهم فى أبحاث السوق هى تقييم فاعليه حمله الإعلان أو وسيله الإعلان .الطرق المستخدمه تشمل مسح عدد القراءات , وقياس المستمعين, وإختبار المطبوعات المستخدمه.إن إختبار الإعلان يشمل البحث قبل النشر وما بعد النشر. والطريقه المعتاده لإجراء بحث ما قبل النشر هى عرض مختارات من الإعلانات التى ستخدم فى الدعايه المقبله على المشاركين فى البحث .ويتم إختبار تأثيرالإعلان بقياس مدى تذكر الشخص لما ورد فى هذا الإعلان .وتقوم أبحاث ما بعد النشرعلى مسح قراء الإعلان والتعرف على مستوى تذكرهم له ومدى إعجابهم بأسلوبه. ويتحدد مستوى نجاح ما نشر بعدد المكونات التى تذكرها القارىء المشارك فى الإستبيان.

يعتمد فاعليه أبحاث السوق على صدق إحابات المشاركين على الأسئله الموضوعه لهم فى الإستبيان.عاده ما يجيب المشاركون بالإجابات التى يشعروا إنها هى المتوقعه منهم أكثر منها الإجابات الحقيقيه. والمشكله الأخرى هى أن المستهلكين يردوا بدوافع داخليه بدون وعى ودون أن يدركوا ذلك.إن البحث التحفيزى يسعى لإظهار الدوافع الخفيه بحيث يمكن معرفه وتحديد ردود الأفعال الحقيقيه تجاه المنتج والإعلان و طريقه العرض للبيع.

—————————–

المصدر :

http://tawfik-business.blogspot.com/2011/04/blog-post_5475.html

      بقلم : أ.د. محمد ابراهيم السقا

                                                                             استاذ الاقتصاد قسم الاقتصاد

كلية العلوم الادارية / جامعة الكويت

عندما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها انقسمت شبه الجزيرة الكورية إلى قسمين، الشمال ويقع تحت إدارة الاتحاد السوفيتي، والجنوب والذي وقع تحت إدارة الولايات المتحدة في عام 1945، حتى عام 1950 شكلت كوريا الشمالية جيشا قويا وزحفت على كوريا الجنوبية واحتلت العاصمة سيول، قامت الحرب الكورية منذرة بقيام حرب عالمية أخرى، ولكن سرعان ما تم دحر القوات الكورية الشمالية من كوريا الجنوبية، كان وان بيوان يونج وأخوه جنديان في الجيش الكوري الشمالي، وأثناء انسحاب الجيش نحو الشمال استطاع وان بيوان يونج التخفي والهرب والبقاء والعمل في كوريا الجنوبية كصيدلي، بينما أخذ الجيش الكوري الشمالي أخوه معهم في طريق العودة مرة أخرى إلى الشمال ليعمل طبيبا في الجيش الكوري الشمالي. عاش الأخوان يونج في ظل نظامين مختلفين لحوالي 50 عاما. في عام 2000 سمحت حكومتي الدولتين لبعض المواطنين من الشمال بالتجمع مع أسرهم في الجنوب لفترة زمنية قصيرة، فالتقي وان بيوان يونج بأخيه الذي يعمل طبيا في الجيش الكوري الشمالي.

عندما تعمل طبيبا في جيش لنظام ديكتاتوري فإنه من المفترض أن تكون حياتك مريحة نوعا ما، فمثل هذه الوظيفة تعد جيدة في ظل النظام الديكتاتوري، ولكن حتى هذا المنصب لا يؤدي إلى هذه النتيجة في كوريا الشمالية. عندما التقى الأخوان سأل وان بيوان يونج أخاه الذي يعمل طبيبا، كيف هي حياتك في الشمال؟، فأجاب بأنه يعيش حياة جيدة، بمفاهيم كوان للحياة الجيدة سأل أخوه هل لديك سيارة؟ فأجاب الطبيب لا، قال له هل لديك تليفون؟ فأجاب، ابنتي التي تعمل في وزارة الخارجية لديها تليفون، ولكن بدون معرفة الكود لا يمكنك الاتصال بها. وان بيوان يونج كان يعلم أن الشمال فقير وأنهم في حاجة إلى النقود، فناول أخاه الطبيب بعض النقود لكي يستعين بها على حياته، ولكن أخاه رفض استلامها لأنه لا فائدة ترجى من أخذها منه، فسوف تصادرها الحكومة منه عند العودة إلى الشمال. لاحظ وان بيوان يونج أن اخوه الطبيب يرتدي بالطو ليس بحالة جيده، فقال له خذ هذا البالطو الخاص بي البسه عندما تعود إلى الشمال، فرفض أخوه الطبيب قائلا، لا أستطيع أن أرتدي البالطو الخاص بك. لقد أعارتني الحكومة هذا البالطو لكي استخدمه أثناء رحلتي نحو الجنوب، ولا يمكنني أن اخلعه. لاحظ وان بيوان يونج، أن أخوه يلتفت دائما أثناء الحديث كأنه يبحث عن من يتنصت عليه أثناء الحديث، فتلك هي الحياة التي تعود عليها طوال حياته منذ أن انقسمت شبه الجزيرة الكورية.

النظام في الشمال يكذب على شعبه وعلى العالم في كل شيء، حتى عندما سمح لمواطنيه بالخروج خارج كوريا الشمالية للمرة الأولى، حرص على إظهارهم في صورة تخفي تماما الحقيقة التي يعيشون عليها من خلال إعارتهم حتى الملابس التي يرتدونها. كيم ايل سونج استطاع أن يعتلي منصب الرئيس في كوريا الشمالية بمساعدة الاتحاد السوفيتي، وفي الجنوب تمكن من فرض سيطرته على البلاد وأصبح ديكتاتورا، وكون واحدا من أكثر النظم شمولية في العالم، فقد منع الملكية الخاصة والحرية وممارسة الحقوق السياسية، ومن ثم قتل كافة الحوافز نحو العمل والتطوير والابتكار، ولم نعد نسمع من كوريا الشمالية سوى أخبار المجاعات وفشل المحاصيل، والمساعدات الدولية للحيلولة دون وفاة الملايين نتيجة سوء التغذية.

في الجنوب تم تصميم المؤسسات على النظام الغربي، فبعد 1961 قام الرئيس الكوري بارك بضخ الائتمان وبمنح الإعانات للمشروعات الخاصة فبعث روح الابتكار والمبادرة في ظل نظام يحترم الملكية ويوفر الحوافز اللازمة لها، واهتمت كوريا الجنوبية بتعليم سكانها واستفادت الصناعة الكورية من المتعلمين ومن ابتكاراتهم وتمكنت من نقل التكنولوجيا وتطويرها، وتوسعت تجارتها الخارجية وأصبحت العلامات التجارية تدق أسوار أسواق العالم بتنافسية تضاهي أقوى الصناعات في العالم.

بينما في الشمال اكتشف السكان أنه لا فائدة ترجى من التعب وبذل المجهود في الحقول الحكومية، أو في المشروعات العامة فلا حوافز نحو الابتكار أو الإبداع، في الوقت الذي لم يحرص فيه كيم ايل سونج على تغيير المؤسسات والسماح بالملكية الخاصة أو بالحرية أو الديمقراطية، وظل التركيز الأساسي للنظام على حماية الكرسي وحماية مصالح الأسرة التي اصبح الحكم فيها أحد العلامات البارزة في كوريا منذ اعتلى كيم ايل سونج كرسي الحكم في 1947، وكذلك مصالح الصفوة التي تلتف حول الأسرة.

النظام الكوري في الجنوب نجح في تكوين دولة مؤسسات تحترم الحرية والملكية وتوفر الحوافز نحو الإبداع فارتفعت مستويات الدخول، وازدادت مستويات الرفاه، بينما لم يتمكن النظام في الشمال سوى من صناعة الفقر والبؤس في ظل مؤسسات لا تمارس سوى البطش بمن يفكر في أحلامه في أن يجرؤ أن يتحدى المؤسسات. في كوريا الشمالية يعيش الأنسان 10 أعوام اقل من متوسط العمر الذي يقضيه الفرد على قيد الحياة في الجنوب. في كوريا الشمالية لا توجد مياه نظيفة ولا إمدادات مستمرة أو مستقرة من الكهرباء، فمن يجوب حول الأرض في سفينة فضاء يلحظ أن كوريا الشمالية مظلمة في الليل بينما تتلألأ سيول عاصمة الجنوب في الليل كواحدة من أكبر العواصم إضاءة في العالم.

شتان ما بين الحياة التي يحياها وان بيوان يونج في الجنوب وأخوه الطبيب في الشمال. ما الذي صنع هذا الفارق؟ بالطبع ليس الثقافة أو الجغرافيا او الجهل؛ الفرضيات التي استند إليها العلماء في تفسير الفوارق في النمو بين الدول، وإنما المؤسسات التي أعطت وان بيوان يونج الفرصة الكاملة في الجنوب في أن يحيا حياة جيدة ويتمتع بمستوى مرتفع من الدخل والخدمات، بينما لم يوفر النظام في الشمال لأخوة سوى بالطو يعيره إياه لكي يلبسه عندما يقابل به أخيه في الجنوب لأول مرة بعد فراق 50 عاما، تغيرت خلالها حياة كل منهما على نحو جوهري.

————————————————–

المصدر :

(من خلاصة قراءتي لكتاب )
/ http://economyofkuwait.blogspot.com -post_19.html

Posted by: naneeshussien | جانفي 5, 2013

إما أن نتكيف أو نموت

2بقلم : مايكل سبنس                                               

في الأسواق الناشئة السريعة النمو ، عمل مزيج من القوى الاقتصادية الداخلية، والسياسات الداعمة، والطبيعة المتحولة للاقتصاد العالمي ، كمحرك لتغيير بالغ السرعة وبعيد المدى. وهناك تطرأ التحولات على البُنى الاقتصادية بسرعة إلى الحد الذي يجعل من المستحيل ألا نلاحظ تلك التحولات، ولو أن التعقيد المحيط بهذه التغيرات قد يكون محيراً في بعض الأحيان.

وفي هذه البيئة المائعة ، تُرتَكَب الأخطاء على نحو متكرر ، ويزعم البعض أن التشبث باستراتيجية نمو ناجحة واحدة لفترة أطول مما ينبغي يُعَد أشد هذه الأخطاء ضررا (تركيبة تتألف من المزايا النسبية والسياسات الداعمة). ففي القطاع الاقتصادي القابل للتداول ، تتسم المزايا النسبية بالتحول الدائم، الأمر الذي يؤدي إلى التغيرات البنيوية والتدمير الخلاق. والبلدان الخاضعة للتحول من حالة الدولة الفقيرة إلى حالة الدولة ذات الدخل المتوسط كثيراً ما تحاول مقاومة هذه التغيرات، ولكن هذه المقاومة من شأنها أن تؤدي إلى تباطؤ النمو، إن لم يكن توقفه بالكامل.

وفي حين يحرك القطاع الخاص (المحلي والخارجي) هذه التحولات، فإن السياسات الحكومية وأنماط الاستثمار في القطاع العام تلعب دوراً أساسياً في دعم هذه التحولات وتكميلها. وينبغي لهذا الدور أيضاً أن يتكيف. إن الإطار السياسي الذي أثبت قدرته على خدمة الاقتصادات الناشئة الرئيسية على أفضل وجه هو ذلك الإطار الذي لا يركز على الاستقرار الكلي والنقدي فحسب، بل ويركز أيضاً على التكيف، مسترشداً في ذلك بتقييم ذي نظرة مستقبلية (ولو أنه غير كامل بطبيعته) للتحولات البنيوية الجزئية والكلية المقبلة والتدابير اللازمة لدعمها.

ولكن ماذا عن البلدان المتقدمة الضخمة؟ لأسباب تاريخية، تتسم العقلية السياسية بقدر أقل من المرونة والقابلية للتكيف. فالتغيرات البنيوية يُنظَر إليها وكأنها تدخل في دائرة اختصاص القطاع الخاص فقط، وهي بالتالي لا تشكل جزءاً رئيسياً من التفكير السياسي الطويل الأمد. ففي مرحلة ما بعد الحرب، وحتى وقت قريب ، كانت الاقتصادات المتقدمة تهيمن على الاقتصاد العالمي. وكان تأثير الاقتصادات الناشئة عليها ضئيلاً نسبيا، كما كان لزاماً عليها أن تستجيب بالشكل الوافي للتغيرات البنيوية السريعة الطارئة على الاقتصاد العالمي.

وثمة مثال صغير: في الثامن من تموز (يوليو)، بعد صدور التقرير المخيب للآمال عن تشغيل العمالة أخيراً في الولايات المتحدة، أعرب الرئيس أوباما عن رأي شائع إلى حد كبير ومفاده أن الاتفاق على سقف للديون وتقليص العجز من شأنه أن يزيل الشكوك التي تعيق الاستثمار التجاري والنمو وتشغيل العمالة. بعبارة أخرى، فإن المشكلات المالية التي تعانيها أمريكا تفسر التعافي الاقتصادي البالغ الضعف هناك. وبمجرد إتمام صفقة ضريبية مالية، فسوف يكون بوسع الحكومة أن تتنحى جانباً، وأن تسمح للقطاع الخاص بدفع التغيرات البنيوية المطلوبة لاستعادة نمط النمو الشامل.

ولكي نكون منصفين، فهناك استثناءات لهذا الموقف. ففي الولايات المتحدة، كان التحالف في مرحلة ما بعد الحرب بين الحكومة ورجال الأعمال والأكاديميين سبباً في خلق رأس المال البشري والقاعدة التكنولوجية اللازمة لبناء اقتصاد ديناميكي نشط. ثم تعزز ذلك بفضل التعهد بتحقيق التفوق العلمي والتكنولوجي والإبداع، بعد إطلاق سبوتنيك في الاتحاد السوفييتي. وفي ألمانيا، أثبتت إصلاحات ما بعد عام 2000، التي أعادت ضبط إنتاجية الاقتصاد ومرونته وقدرته التنافسية، أثبتت أهميتها البالغة في تحقيق ما تتمتع به البلاد حالياً من القوة والمرونة الاقتصادية.

وعلى الرغم من هذه الأمثلة، فيبدو أن المعلقين الاقتصاديين والماليين محيرون على نحو متزايد بشأن التعافي الضعيف في الولايات المتحدة، في ظل النمو المتواضع للناتج المحلي الإجمالي والمكاسب الهزيلة في مجال تشغيل العمالة. والواقع أن تقديرات النمو هناك تم تعديلها عدة مرات هبوطاً منذ اندلاع أزمة عام 2008.

ويجري السرد السياسي بالتوازي مع هذا، ولقد سجلت دراسة حديثة (حزبية إلى حد كبير) أجرتها اللجنة الاقتصادية المشتركة التابعة للكونجرس الأمريكي الضعف النسبي الذي يعانيه التعافي الحالي. والواقع أن الاختلافات بين الموقف الحالي وفترات التعافي التي مرت بها الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد الحرب كانت ضخمة إلى الحد الذي يجعل من مصطلح ”التعافي” في سياق اليوم مصطلحاً مشكوكاً في صحته. ولكن زعماء الولايات المتحدة يتقبلون رغم ذلك نظرة دورية للاقتصاد، فيرصدون التعافي الضعيف ويلقون بالمسؤولية عن هذا الضعف على إخفاق السياسات في مرحلة ما بعد الأزمة.

ولكن رغم أن هذا النهج قد يكون مفيداً على الصعيد السياسي، فإن الاستنتاج المنطقي يشير إلى أن ما تمر به الولايات المتحدة اليوم ليس مجرد فترة من التعافي الدوري، بل إن ما يحدث اليوم أشبه ببداية عملية متأخرة من التكيف البنيوي مع اقتصاد عالمي سريع التحول، ومع نمو الاقتصادات الناشئة والمزايا النسبية المتحولة، ومع القوى التكنولوجية العاتية. ورغم أن التفكير في مثل هذه التغيرات بأي قدر من الدقة أمر بالغ الصعوبة، فإن هذا لا يجعلها ضئيلة الأهمية.

بطبيعة الحال، لا أحد يستطيع أن ينكر وجود عناصر دورية في انحدار عام 2008، ولكن هذه العناصر كانت مصحوبة بخلل في التوازن البنيوي ظل يتراكم على مدى الأعوام الخمسة عشر الماضية، وهو الخلل الذي لعب دوراً مركزياً في عجز الاقتصاد الأمريكي عن استعادة عافيته بطريقة دورية طبيعية.

وقد يتساءل المتشككون لماذا لم يظهر هذا الخلل المزعوم في التوازن البنيوي قبل الأزمة ما دام يعمل الآن على تعويق نمو الناتج المحلي الإجمالي وتشغيل العمالة. والإجابة ببساطة أن ذلك الخلل ظهر بالفعل، ولكن ليس في الأرقام الخاصة بالنمو وتشغيل العمالة. هذا فضلاً عن إشارات أخرى مرت دون أن ينتبه إليها أحد، أو أهمِلَت، أو اعتبرت ضئيلة الأهمية.

والقائمة القصيرة من هذه الإشارات تشمل فرط الاستهلاك (الذي أصبح ذكرى من الماضي الآن)، ونقص المدخرات، استناداً إلى فقاعة الأصول وارتفاع الديون (لأكثر من عقدين من الزمان) في القطاع القابل للتداول من الاقتصاد. وفي ظل تراجع الطلب الكلي المحلي، فإن محرك النمو الوحيد القادر على أداء وظيفته، ألا وهو التجارة الخارجية في السلع والخدمات، لا يصلح كمحرك لتشغيل العمالة.

وكان تجاهل كل هذه الإشارات سبباً في إنتاج أوهام ما قبل الأزمة فيما يتصل بالنمو المستدام وتشغيل العمالة، وهو ما يساعد على تفسير الأسباب التي أدت إلى اعتبار الأزمة، وليست الأسباب التي أدت إلى اندلاعها، الجاني الحقيقي. ولكن الأزمة لم تكشف سوى عن الخلل الأساسي في التوازن ولم تحل سوى القليل من أسباب ذلك الخلل.

إن ”الصفقة الكبرى” التي ألمح إليها أخيرا محمد العريان، الرئيس التنفيذي لشركة بيمكو، في وصفه للاستجابة المناسبة للوضع الحالي في الولايات المتحدة، لا بد أن تشتمل على خطة لتثبيت الاستقرار المالي. ولكنها لا بد أن تشتمل أيضاً على تحول نحو إطار سياسي يعكس بدقة الطبيعة غير الدورية لعمليات التكيف البنيوي الأطول أمداً، التي ستكون مطلوبة لاستعادة النمو والقدرة على تشغيل العمالة.

———————————————–

المصدر : الاقتصادية ؛ حقوق النشر: بروجيكت سنديكيت، 2011.http://www.aleqt.com

الخميس 08 محرم 1434 هـ. الموافق 22 نوفمبر 2012 العدد6982

1

صورة أرشيفية لعائلة أمريكية من أصول لاتينية.

 

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– كشفت دراسة إحصائية نشرت، الخميس، أن أعداد المواليد في مختلف الولايات المتحدة الأمريكية، هبط بنسب وصلت إلى 14 في المائة، منذ الأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم أواخر العام 2007.

وبينت الدراسة أن هذه الأزمة المالية مست مختلف نواحي الحياة للمواطن الأمريكي ليبلغ هذا التأثير ذروته في العام 2011 بعد أن سجلت أعداد المواليد أقل نسبة تم تسجيلها في تاريخ الولايات المتحدة حيث وصلت نسبة المواليد 63.2 مولود لكل 1000 فتاة يتراوح عمرها بين 15 و44 عاما.

وأشارت الدراسة التي قدمها مركز بيو للأبحاث والإحصاءات، إلى أن النساء اللواتي ولدن بالولايات المتحدة الأمريكية هبطت نسبة إنجابهن خلال العام بمعدل 6 في المائة، بين عام 2007 -بدايات الأزمة المالية- وعام 2010.

وعلى صعيد النساء اللواتي ولدن خارج الولايات المتحدة الأمريكية ويقم حاليا فيها، فإن معدلات الولادة هبطت لديهن بنسبة 14 في المائة، وهو أقل رقم يسجل خلالا 17 عاما قبل العام 2007 وبدايات الركود الاقتصادي.

وألقت الدراسة إلى أن الانخفاض الأكبر بنسبة المواليد كان بين النساء ذوات الأصول المكسيكية والتي تعتبر الجالية الأكبر بين المهاجرين الأمريكيين، حيث بلغت نسبة هذا التراجع 23 في المائة.

وبينت الدراسة وجود عدد من الأسباب الأخرى التي لعبت دورا رئيسيا في هبوط أعداد المواليد في الولايات المتحدة الأمريكية، جاء في مقدمتها، الأعداد المتزايدة للأشخاص الذين يفضلون الزواج بسن متأخر، بالإضافة إلى هبوط كبير بأعداد المراهقين بنسبة تصل إلى 48 في المائة عن معدلها الذي بلغ ذروته في العام 1991.

————————————————————————–

المصدر : http://www.alebady.com

Posted by: naneeshussien | جانفي 5, 2013

وظائف الإدارة الخمسة

وظائف الإدارة الخمسة
(     التخطيط، التنظيم، التوظيف، التوجيه، الرقابة    )

بقلم وترجمة : خالد الحر                                         

مدخل:

قد تسمع هذه الأسئلة، أو قد يتبادر بعضها إلى ذهنك، وهي “ما هي الإدارة؟ من هو المدير؟” أو قد تقول لنفسك “أنا موظف فقط، فما حاجتي لمعرفة العملية الإدارية!؟ أليس هذا هو عمل الرؤساء والمدراء!؟”.

في الواقع، كلنا مدراء. فمهما يكن موقعك أو وظيفتك يتلزّم عليك أحيانا إدارة بعض الأمور. وحتى يمكنك إدارتها بشكل جيد، عليك أن تعي العملية الإدارية وعناصرها الرئيسية ومبادئها العامة.

لذا.. سنحاول هنا تبسيط هذه العملية، وشرحها بشكل موجز، يكفي لأن تتكون لدى الفرد منا صورة عامة عن هذه العملية الهامة.

ما هي الإدارة؟

من المنظور التنظيمي الإدارة هي إنجاز أهداف تنظيمية من خلال الأفراد وموارد أخرى. وبتعريف أكثر تفصيلا للإدارة يتضح أنها أيضا إنجاز الأهداف من خلال القيام بالوظائف الإدارية الخمسة الأساسية (التخطيط، التنظيم، التوظيف، التوجيه، الرقابة).

ما الهدف من تعلّم الإدارة؟

إن الهدف الشخصي من تعلم الإدارة ينقسم إلى شقين هما:

  1. زيادة مهاراتك.
  2. تعزيز قيمة التطوير الذاتي لديك.

من المؤكد أنك ستطبق أصول الإدارة في عملك وفي حياتك الخاصة أيضا. لكن تطبيقها يعتمد على ما تقوم بعمله. فعندما تعمل مع موارد محددة ومعروفة يمكنك استخدام الوظائف الخمسة للإدارة. أما في حالات أخرى فقد تستخدم وظيفتين أو ثلاثة فقط.

سنقوم الآن بشرح كل وظيفة من هذه الوظائف الخمسة بشكل مبسط، فهذا يساعد على فهم ما هي الإدارة وكيف يمكنك تطبيقها في حياتك أو مهنتك.

الوظائف الخمسة:

التخطيط: هذه الوظيفة الإدارية تهتم بتوقع المستقبل وتحديد أفضل السبل لإنجاز الأهداف التنظيمية.

التنظيم: يعرف التنظيم على أنه الوظيفة الإدارية التي تمزج الموارد البشرية والمادية من خلال تصميم هيكل أساسي للمهام والصلاحيات.

التوظيف: يهتم باختيار وتعيين وتدريب ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب في المنظمة.

التوجيه: إرشاد وتحفيز الموظفين باتجاه أهداف المنظمة.

الرقابة: الوظيفة الإدارية الأخيرة هي مراقبة أداء المنظمة وتحديد ما إذا كانت حققت أهدافها أم لا.

أصول ((فايول)) للإدارة

هنري فايول (1841 – 1925) مؤلف كتاب “النظرية الكلاسيكية للإدارة”، عرّف الوظائف الأساسية الخمسة للإدارة (التخطيط، التنظيم، التوظيف، التوجيه، الرقابة). وطوّر الأصول الأساسية الأربعة عشر للإدارة والتي تتضمن كل المهام الإدارية.

كمشرف أو مدير، سيكون عملك عبارة عن مباشرة تنفيذ الوظائف الإدارية. أشعر أنه من المناسب تماما مراجعة الأصول الأربعة عشر للإدارة الآن. استخدام هذه الأصول الإدارية (الإشرافية) سيساعدك لتكون مشرفا أكثر فعالية وكفاءة. هذه الأصول تعرف بـ “أصول الإدارة” وهي ملائمة للتطبيق على مستويات الإدارة الدنيا والوسطى والعليا على حد سواء.

الأصول العامة للإدارة عند هينري فايول:

  1. تقسيم العمل: التخصص يتيح للعاملين والمدراء كسب البراعة والضبط والدقة والتي ستزيد من جودة المخرجات. وبالتالي نحصل على فعالية أكثر في العمل بنفس الجهد المبذول.
  2. السلطة: إن إعطاء الأوامر والصلاحيات للمنطقة الصحيحة هي جوهر السلطة. والسلطة متأصلة في الأشخاص والمناصب فلا يمكن تصورها كجزء من المسؤولية.
  3. الفهم: تشمل الطاعة والتطبيق والقاعة والسلوك والعلامات الخارجية ذات الصلة بين صاحب العمل والموظفين. هذا العنصر مهم جدا في أي عمل، من غيره لا يمكن لأي مشروع أن ينجح، وهذا هو دور القادة.
  4. وحدة مصدر الأوامر: يجب أن يتلقى الموظفين أوامرهم من مشرف واحد فقط. بشكل عام يعتبر وجود مشرف واحد أفضل من الازدواجية في الأوامر.
  5. يد واحدة وخطة عمل واحدة: مشرف واحد بمجموعة من الأهداف يجب أن يدير مجموعة من الفعاليات لها نفس الأهداف.
  6. إخضاع الاهتمامات الفردية للاهتمامات العامة: إن اهتمام فرد أو مجموعة في العمل يجب أن لا يطغى على اهتمامات المنظمة.
  7. مكافآت الموظفين: قيمة المكافآت المدفوعة يجب أن تكون مرضية لكل من الموظفين وصاحب العمل. ومستوى الدفع يعتمد على قيمة الموظفين بالنسبة للمنظمة. وتحلل هذه القيمة لعدة عوامل مثل: تكاليف الحياة، توفر الموظفين، والظروف العامة للعمل.
  8. الموازنة بين تقليل وزيادة الاهتمامات الفدرية: هنالك إجراءات من شأنها تقليل الاهتمامات الفردية. بينما تقوم إجراءات أخرى بزيادتها. في كل الحالات يجب الموازنة بين هذين الأمرين.
  9. قنوات الاتصال: السلسلة الرسمية للمدراء من المستوى الأعلى للأدنى “تسمى الخطوط الرسمية للأوامر”. والمدراء هم حلقات الوصل في هذه السلسلة. فعليهم الاتصال من خلال القنوات الموجودة فيها. وبالإمكان تجاوز هذه القنوات فقط عندما توجد حاجة حقيقة للمشرفين لتجاوزها وتتم الموافقة بينهم على ذلك.
  10. الأوامر: الهدف من الأوامر هو تفادي الهدر والخسائر.
  11. العدالة: المراعاة والإنصاف يجب أن يمارسوا من قبل جميع الأشخاص في السلطة.
  12. استقرار الموظفين: يقصد بالاستقرار بقاء الموظف في عمله وعدم نقله من عمل لآخر. ينتج عن تقليل نقل الموظفين من وظيفة لأخرى فعالية أكثر ونفقات أقل.
  13. روح المبادرة: يجب أن يسمح للموظفين بالتعبير بحرية عن مقترحاتهم وآرائهم وأفكارهم على كافة المستويات. فالمدير القادر على إتاحة هذه الفرصة لموظفيه أفضل بكثر من المدير الغير قادر على ذلك.
  14. إضفاء روح المرح للمجموعة: في الوحدات التي بها شدة: على المدراء تعزيز روح الألفة والترابط بين الموظفين ومنع أي أمر يعيق هذا التآلف.

الوظيفة الأولى: التخطيط

غالبا ما يعدّ التخطيط الوظيفة الأولى من وظائف الإدارة، فهي القاعدة التي تقوم عليها الوظائف الإدارية الأخرى. والتخطيط عملية مستمرة تتضمن تحديد طريقة سير الأمور للإجابة عن الأسئلة مثل ماذا يجب أن نفعل، ومن يقوم به، وأين، ومتى، وكيف. بواسطة التخطيط سيمكنك إلى حد كبير كمدير من تحديد الأنشطة التنظيمية اللازمة لتحقيق الأهداف. مفهوم التخطيط العام يجيب على أربعة أسئلة هي:

  1. ماذا نريد أن نفعل؟
  2. أين نحن من ذلك الهدف الآن؟
  3. ما هي العوامل التي ستساعدنا أو ستعيقنا عن تحقيق الهدف؟
  4. ما هي البدائل المتاحة لدينا لتحقيق الهدف؟ وما هو البديل الأفضل؟

من خلال التخطيط ستحدد طرق سير الأمور التي سيقوم بها الأفراد، والإدارات، والمنظمة ككل لمدة أيام، وشهور، وحتى سنوات قادمة. التخطيط يحقق هذه النتائج من خلال:

  1. تحديد الموارد المطلوبة.
  2. تحديد عدد ونوع الموظفين (فنيين، مشرفين، مدراء) المطلوبين.
  3. تطوير قاعدة البيئة التنظيمية حسب الأعمال التي يجب أن تنجز (الهيكل التنظيمي).
  4. تحديد المستويات القياسية في كل مرحلة وبالتالي يمكن قياس مدى تحقيقنا للأهداف مما يمكننا من إجراء التعديلات اللازمة في الوقت المناسب.

يمكن تصنيف التخطيط حسب الهدف منه أو اتساعه إلى ثلاث فئات مختلفة تسمى:

  1. التخطيط الاستراتيجي: يحدد فيه الأهداف العامة للمنظمة.
  2. التخطيط التكتيكي: يهتم بالدرجة الأولى بتنفيذ الخطط الاستراتيجية على مستوى الإدارة الوسطى.
  3. التخطيط التنفيذي: يركز على تخطيط الاحتياجات لإنجاز المسؤوليات المحددة للمدراء أو الأقسام أو الإدارات.

أنواع التخطيط الثلاثة:

التخطيط الاستراتيجي:

يتهم التخطيط الاستراتيجي بالشؤون العامة للمنظمة ككل. ويبدأ التخطيط الستراتيجي ويوجّه من قبل المستوى الإداري الأعلى ولكن جميع المستويات الإدارة يجب أن تشارك فيها لكي تعمل. وغاية التخطيط الاستراتيجي هي:

  1. إيجاد خطة عامة طويلة المدى تبين المهام والمسؤوليات للمنظمة ككل.
  2. إيجاد مشاركة متعددة المستويات في العملية التخطيطية.
  3. تطوير المنظمة من حيث تآلف خطط الوحدات الفرعية مع بعضها البعض.

اقرأ المزيد…

Posted by: naneeshussien | جانفي 5, 2013

فوائد الاجتماعات

بقلم : عارف سمان                                                            

  1. إن وجود الاجتماعات في أي مؤسسة يساعد على تبادل الخبرات بين العاملين .
  2. من خلال الاجتماعات يتم تقديم أحدث وأضح المعلومات من أو ثق المصادر للمسئولين بصورة خاصة للعاملين عموماً .
  3. تعطى الفرصة للجميع للمشاركة في اتخاذ القرارات وبالتالي الحماس لتنفيذها وتحمل المسئولية في ذلك .
  4. بالاجتماعات تكرس روح الفريق في العمل الذي لا غنى عنه في الأعمال الكبيرة .

أنواع الاجتماعات :

يمكننا أن نقسم الاجتماعات في أي عمل إلى أقسام عديدة يمكن حصرها في الآتي :

  1. اجتماعات تبادل المعلومات ، وهذه الاجتماعات الغرض منها هو تبادل المعلومات بين العاملين بصورة جماعية مما يوفر الوقت والجهد أفضل مما لو تمت بصورة فردية .
  2. اجتماعات اتخاذ القرارات ، وهي تختلف عن سابقتها بأن هذه الاجتماعات تكون لأخذ القرارات في القضايا موضوع البحث .
  3. اجتماعات البحث والدراسات ، وهذه الاجتماعات الغاية منها التباحث والتدارس من خلال ما يسمى بالعصف الذهني والفكري ، ويمكن في هذه الاجتماعات تكوين أكثر من مجموعة عمل وكل مجموعة تكلف ببحث ودراسة موضوع وجانب جزئي خاص بها ضمن الموضوع العام الذي يبحث .
  4. اجتماعات طارئة ، والمراد بها الاجتماعات التي تدعو إليها حاجة طارئة غير متوقعة وغير متضمنة في خطط المؤسسة
  5. اجتماعات روتينية دورية متضمنة في برنامج العمل في المؤسسة .
  6. اجتماعات مظهرية شكلية احتفالية إعلامية ومثلها ما يسمى بالاجتماعات البروتوكولية ، وهذا النوع يختلف عن سابقاته بأنه اجتماع غير منتج بعكس السابقات .
  7. اجتماعات علمية تعليمية ،وهي التي يتلقى فيها التلاميذ العلم على يد معلمهم وأستاذهم.

الاجتماع المنتج :

لكي يكون الاجتماع منتجاً ومثمراً ، ويستفاد منه الفائدة القصوى لابد من وجودة الإعداد له وحسن الإدارة أثناءه ودقة المتابعة بعده ، وعلى هذا يمكننا أن نقسم عوامل النجاح إلى ثلاثة أقسام قسم لمرحلة التحضير للاجتماع وقسم أثناءه وقسم بعد الانتهاء منه .

عوامل النجاح أثناء الإعداد للاجتماع  ( قبله ) :

  1. استبعد الاجتماع عندما لا يكون له حاجة ، إذ أنه يصبح حينئذ مضيعة للوقت وإهداراً للجهود والإمكانات .
  2. يجب تحديد هدف الاجتماع بوضوح قبل الدعوة للاجتماع .
  3. لابد من تحديد زمان ومكان الاجتماع بوضوح لا ليس فيه ، وينبغي مراعاة أن يكون ذلك مناسباً لأغلبية المشاركين في الاجتماع .
  4. يجب إعداد جدول أعمال الاجتماع قبل الاجتماع بوقت كاف ويكون إعداده من قبل لجنة تحضيرية خاصة بذلك أو يكون من قبل الجهة المسئولة عن الاجتماع والداعية له .
  5. من لوام نجاح الاجتماع إبلاغ المشاركين بهدف الاجتماع وجدول أعماله وزمانه ومكانه وما قد يطلب من بعضهم بصورة خاصة ، ويكون ذلك قبل الاجتماع بوقت كاف يمكنهم خلاله الاستعداد للاجتماع ويقدر وقت كل اجتماع بما يناسبه .
  6. يلزم الجهة التي تعد للاجتماع أن تجهز له ما يحتاج إليه من أوراق وأقلام وغذاء وماء وأجهزة عرض وملفات معلومات ووسائل نقل وأماكن نوم إن طال الاجتماع وأمثال ذلك .
  7. لنجاح الاجتماع لابد أن يعد المسئول عن إدارته خطة لذلك .
  8. ينبغي لكل مشارك في الاجتماع أن يعد نفسه بدنياً ونفسياً وفكرياً ومعلوماتياً للاجتماع ، وأن يستعرض نفسيات المشاركين في الاجتماع وكيف سيتعامل معهم .

عوامل النجاح أثناء الاجتماع :

  1. التزام الجميع بالحضور في الوقت والمكان المحددين سلفاً .
  2. الحضور للاجتماع بنشاط وحيوية ، وألا يكون مرهقاً .
  3. السلام على الجميع عند الحضور وتحيتهم بتحية الإسلام .
  4. افتتاح الاجتماع بحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله ثم تلاوة شيء من القران إن أمكن .
  5. التعريف بالحضور إن لم يسبق بينهم تعارف وبيان مهمة كل واحد في الاجتماع .
  6. اختيار مسئول الاجتماع ومقرره إن لم يسبق بيان ذلك .
  7. تذكير الحاضرين بجدول الأعمال وترتيبه في العرض وزمن كل فقرة من الجدول إن أمكن ذلك .
  8. تحديد نهاية الاجتماع ليكون الجميع على بينة من أمرهم .
  9. إتاحة الفرصة للجميع للمشاركة في الحوار والنقاش بالعدل والسوية .
  10. عدم الخروج من أي فقرة من الفقرات جدول الأعمال قبل اتخاذ قرار محدد وواضح فيها وتسجيل ذلك أولا بأول ولابد أن تكون القرارات بالإجماع أو الأغلبية من الحاضرين أو حسب لوائح ونظم المؤسسة .
  11. لفت نظر أي عضو يخرج في حديثه عن الموضوع الاجتماع ، أو يعود للحديث فيه بعد اتخاذ قرار فيه ، أو يسيء إلى غيره ، وليكن هذا التذكير بأدب ولطف في العبارة .
  12. في نهاية الاجتماع تعلن القرارات والنتائج التي تم التوصيل إليها وما يخص كل عضو منها .
  13. إنهاء الاجتماع في وقته المحدد وعدم تمديده إلا لضرورة أو بموافقة الحاضرين .

عوامل النجاح بعد الاجتماع :

  1. تزويد كل عضو بما يخصه من القرارات الاجتماع .
  2. تبليغ الجهات التي لم تحضر الاجتماع بما يجب عليها تنفيذه من قراراته .
  3. حسن توديع المشاركين في الاجتماع .
  4. وضع خطة تنفيذية لتنفيذ قرارات الاجتماع ودوام متابعة ذلك وتقوم مدى التقدم نحو تحقيق هدف الاجتماع .

أسباب فشل الاجتماعات :

  1. عدم وضوح الهدف من الاجتماع لدى المشاركين فيه أو عدم اقتناعهم بهذا الهدف .

—————————————-

المرجع :

من الكتاب الرائع “حتى لا تكون كلا -د عوض القرني “

موقع مركز المدينة للعلم والهندسة

اتصل بنا لأي مشكلة أو اقتراح

Posted by: naneeshussien | جانفي 5, 2013

ثقافة الالتزام

بقلم : أ.د احمد صالح قطران

الطريق الوحيد للنهوض بالأمة

ثقافة الالتزام تقوم على أساس أن الفرد رقيب ذاته،وعلى أساس تقديس أو احترام موضوع الالتزام، فالفرد يلتزم للالتزام ذاته ، يلتزم لا لأن ثمة مقابل سيحصل عليه بسبب التزامه، فكما يلتزم توقي تناول السم لقناعته أنه سيموت إذا تناوله،و يلتزم توقي لمس النار لقناعته أنها ستحرقه إذا لمسها ،يجب أن يتثقف الفرد والمجتمع بثقافة الالتزام ويعتبرونها مسألة مصير وبدونها يكون الهلاك.

وغايات التشريعات سواء الوضعية أم السماوية تهدف إلى تنظيم سلوك الأفراد والجماعات بما يحقق مصالح المجتمع ويسير به نحو التعايش. وكل التشريعات تحرص على إنبات ثقافة الالتزام ، وأن أي عقوبة فيها إنما تهدف إلى إعادة المخالف إلى مربع ثقافة الالتزام،وتحقق القوانين نجاحاً جيدا عندما تطبق بعدالة ومساواة على أساس المواطنة أما إذا شابها شيء من الميل، فإن الفشل الذريع هو حليفها الدائم .ولا سبيل للبشرية إلا أن تتوافق على قوانين تنظيم حياتها ومسيرتها وتسعى للالتزام بتلك القوانين سعياً إستراتيجيا، حتى تترسخ فيها ثقافة الالتزام.

أما الشرايع السماوية – ومنها الإسلام الذي ندين به- فإن ثقافة الالتزام فيه تأخذ منحىً عبادياً يخاطب به الفرد، فالمخالف تردعه عقوبتان إحداهما قضائية وتتم في الدنيا، والأخرى ديانية وتتم في الآخرة، فإذا نجا من الأولى لعدم القدرة على إثباتها بوسائل الإثبات، فلن ينجو من الثانية؛لأن الشاهد فيها هو الحكم العدل جل جلاله. ومسئولية التطبيق في المجتمع الإسلامي جماعية وفردية، بينما مسئولية المحاسبة في الآخرة فردية، وليس لمن يخالف القانون في الإسلام أن يحتج بأن فلانا من الناس خالف القانون، وليس له أن يحتج بأن الأمير أو الخليفة أو الرئيس خالف القانون. لأن مثل هذه المحاجة تكون في وجه من أصدر القانون الوضعي الذي إذا خالفه أمكن القول أنت خالفت ما وضعت يمينك، فكيف تريد من غيرك أن يلتزم به.

أما في التشريع السماوي، فالأمر مختلف ،فمصدر القانون حرم مخالفته على نفسه ولم يخالفه قط والتطبيق الأول للقانون الإسلامي تم على أناس جبلوا على الالتزام وعصموا من الزلل فكان تطبيقهم للقانون تطبيقاً نموذجياً، ومن خالف القانون منهم كان يعاقب مباشرة وكان عبرة لمن أعتبر .

وعليه فإن ثقافة الالتزام لها وجهان .

أحدهما: الوجه الدنيوي وهو أن ثقافة الالتزام ينبغي أن ترتكز على احترام حق الآخر أو حق المجتمع لذات الحق دون انتظار المقابل المباشر، مع اليقين أن الالتزام واحترام حق الآخر(حق المجتمع) سيعود عليه بالنفع الدنيوي، وهذا الشعور إن وجد حقق للبشرية الكثير مما تصبو إليه من الأمن والاستقرار، ويكفي أن يتحقق هذا الشعور في الغالبية؛ لأن تحققه في كل البشر مستحيل،وهذا الوجه نجحت عدد من الشعوب في زراعته في الكثير من مواطنيها،فحققت نجاحا دنيويا باهرا.

والآخر: الوجه الأخروي ، وهو يرتكز على أساس أن الملتزم سيلقى نتيجة التزامه في الآخرة، وهذا أبعد من الشعور باحترام حق الآخر أو باحترام حق المجتمع مع اليقين بالفائدة المرجوة في الدنيا، فالأمر هنا أبعد من ذلك ، وأكثر تأثيراً وإيجابية فالملتزم هنا لا ينتظر المصلحة الآنية الطبيعية المتوقعة أو التي يُعد انتظارها من البدهيات أو يتساوق مع طبيعة البشر التي تنظر إلى المقابل ، فيكون تحمس الإنسان للالتزام الذي له مقابل آني أكثر، بينما تحمسه للالتزام بالشيء الذي لا مقابل له أقل،أو قد يكون تحمسه منعدماً، أما في القانون الإسلامي ،فالأصل في الالتزام أنه بلا مقابل دنيوي، وإنما يكون لنتيجة(مقابل)أخروية(أن لا تطلب لعملك شاهدا إلا الله).

وهنا يرد سؤال وهو: هل القانون الإسلامي يجمع بين الوجهين، وهو الالتزام انتظارًا لمرجو آني، والالتزام انتظارًا لمرجو غير آني(مردود أخروي) ؟.

الإجابة نعم ،إذ ليس في الإسلام ما يمنع على الإنسان أن ينتظر جزاء التزامه،بل جعل المقابل واجب الوفاء من صاحبه كما هو في الالتزام بالعقود.  وهذا النوع من الالتزامات منح الإنسان خياراً أنه إذا لم يكافئ يترك الالتزام،وإذا قام بالالتزام وجب عليه الالتزام به وفقا لما هو متفق عليه، وإذا قصر عوقب ديانة وقضاء. وهنا ينبغي أن أنبه إلى أن الالتزام يجب أن يكون لذات الالتزام لا لغيره، وإن أخذ الملتزم على نتائجه مقابل، وهو ما نسميه بالإتقان والإخلاص.

كيفية استنبات ثقافة الالتزام.

وهنا نشير إلى عدد من الخطوات لاستنبات ثقافة الالتزام.

الخطوة الأولى : أقناع الذات بضرورة الالتزام وهذا الإقناع يحتاج إلى مراغمة ويحتاج تغيير لكثير من المفاهيم المتراكمة ،وهي مصفوفة تبدأ من اللامبالاة… إلى ترديد وأنا ماذا سأفعل ؟ وأنا كم يكون دوري؟ وأنا كم سأصلح ، وأنا كم سيكون تأثيري ؟ ما أنا إلا واحد واليد الواحدة لا تصفق ، ومخرب غلب ألف عمار ….. الخ هذه السلسلة ، لأن الإقناع أو الإقتناع الداخلي أهم خطوة في التغيير وهذا ما أشار إليه القرآن بقوله:﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ٍ﴾ (الرعد/11).

فلم يقل حتى يغيروا أسلوب حياتهم،أو يغيروا طريقة كلامهم ، أو طريقة حركاتهم ، وإنما قال(ما بأنفسهم) وهي ما تعني تغيير القناعات الداخلية تغيير ما بالنفس ما بالداخل من مفاهيم سلبية عن الذات، وإبدالها بمفاهيم إيجابية عنها

فالقناعة بوجود المرض والرجاء بالشفاء أول خطوات علاج المريض،فإذا ما اعتبرنا أنفسنا أمراضا بثقافة الفوضى والتفلت، فأول الخطوات الإقتناع أننا مصابون بهذا الداء العضال،لأنها ثقافة الفوضى والا التزام ثقافة تدميرية، ثقافة الفشل، ثقافة التقهقر، ثقافة العوز ثقافة الذل ، ثقافة كل سوء.

الخطوة الثانية: الإقتناع بضرورة الالتزام ، وأهميته في حياة الشعوب وبناء الحضارات والأمم، وأهميته في تحصيل النجاح واستدامته، وأن الالتزام هو أساس التطور والتنمية.

الخطوة الثالثة : الإقتناع بقدراتنا على الالتزام، وأننا كبقية خلق الله نقدر أن نرغم أنفسنا على الالتزام والسير في الطريق السوي كما سارت الأمم المتحضرة ، بل وعلى العكس نحن إلى جانب أننا بشر كبقية البشر الذين حققوا نجاحات،فإننا نمتلك ثقافة جبارة وموروثاً حضارياً جباراً فيه من نماذج الالتزام والنظام شواهد أكثر من أن تحصى، فهذه المدرجات الجميلة والسدود العظيمة والدور والآثار الممتدة لم تأتي إلا نتيجة ثقافة الالتزام .

الخطوة الرابعة : الإنطلاق إلى ثقافة الالتزام أفراداً وجماعات دون تردد أو تسويف كل في موقعه؛ لأن القناعة بأهمية الالتزام، وقدرتنا على التثقف بهذه الثقافة الراقية، لا يكفي، فلا بد من الممارسة العملية لهذه الثقافة، ولقد صدق شوقي حينما قال:(ما أصعب الفعل على من رامه وما أسهله على من أراد).

فالعامل يجب أن يعلم أنه يجب عليه أن يتقن عمله إتقاناً كاملاً، ويسعى إلى ذلك، ورب العمل يجب أن يعلم أنه لا بد أن يؤدي أجر العامل كاملا في الوقت المتفق عليه، ويسعى إلى ذلك ، والموظف يجب أن يلتزم بواجبات وظيفته- ابتداء- من بداية الوقت المخصص لها إلى نهايته،ويلتزم بما تمليه القوانين واللوائح المنظمة لعمله، ولا بد أن نجتهد في ممارسة الالتزام في أخلاقنا في مواعيدنا،وتصرفاتنا وكل جزئية من جزئيات حياتنا ، لأننا إذا لم نتثقف بثقافة الالتزام، فإننا لن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام.

لأن الالتزام بمثابة قطبي السكة الحديد، فإذا لم يلتزم القطار بالسير على قطبي السكة سيراً دقيقاً ، فإنه لن يصل إلى مبتغاه حتى ولون كان جديداً أو مليئاً بالوقود ، لأن المسألة: مقدمة سليمة تؤدي إلى نتيجة سليمة.

نماذج من ثقافة الالتزام

هنا لا بد من الإشارة إلى أن لثقافة الالتزام نماذجها الكثيرة الموجودة في حياة الإنسان، وكذا في حياتنا كمسلمين ، سنعرض إلى بعض تلك النماذج لغرض التدليل على أن التثقف بثقافة الالتزام ممكن في كل جوانب الحياة.

ونماذج الالتزام الموجودة في حياتنا كثيرة منها ما هو القسري ، ومنها ما هو الاختياري .

والالتزام القسري لا يهمنا كثيراً لأنه يتعلق بسنن أخرى ليس لنا التحكم فيها ومن تلك النماذج،التزام الدورة الدموية بالحركة المنضبطة والمستمرة ، والتزام كل أعضاء الجسم بأداء أدوارها دون تقصير .

اقرأ المزيد…

Posted by: naneeshussien | جانفي 5, 2013

الفساد الاداري وعلاجه من منظور إسلامي

بقلم/هناء يماني                                        

مقدمة :

لا يكاد يخلو مجتمع من المجتمعات قديمها وحديثها من مظاهر الفساد الإداري بما فيها مجتمع الإسلام على الرغم من الطهر والعفاف والعفة والنقاء التي ميزت الفكر الإسلامي على مر العصور والأزمنة . إن الناظر لا تخطئ عينيه صور الخلل ، والمفارقات الكبيرة ، والمباينات الشاسعة بين واقع الأمة ومنهج الإسلام .

فالناظر يرى صور الانحراف كثيرة وعميقة ، و متعددة الأمثلة وبيّنة فيما تبديه من ممارسات ظاهرة أو مستترة ، حتى إن الإنسان إذا أمعن في جمع هذه المتفرقات ، وأكثر من حشد الأمثلة والصور ظهرت حينئذ ربما صورة مفزعة ، تجعل اليأس يدب إلى النفوس ، ويوهن من عزائمها , حتى قال الشاعر يرثي حال الأمة :

بلغت أمتي من الذل حــــــــدا                         فاق في سوءه جميع الحـدود

فلقد أصبحت تجر خطــــــاها                         مثقلات في ذلـــــــــة ونكـــود

بعد أن كانت العزيزة صارت                         رمز ذلة وأمـــــــــــة التشريد

وبالتالي نجد أن هناك انفصام بين النظرية والتطبيق وبين التصور والسلوك وبين القناعات والأداء ومرد هذا إلى ضعف التدين وغلبة الهوى والسعي واللهث نحو تحقيق المصالح  الشخصية إضافة لضعف الرقابة الداخلية ورقابة المجتمع  . ولكن النبي – صلى الله عليه وسلم – وخلفائه الراشدين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين استطاعوا معالجة هذا الأمر من خلال استخدام عدد من الأساليب كأسلوب الترغيب والترهيب وهذا ما سيتم تفصيله لاحقا .

إن الحديث عن الفساد لا يخص مجتمعا بعينه أو دولة بذاتها , وإنما هو ظاهرة عالمية تشكو منها كل الدول , لما له من خطر على الأمن الاجتماعي والنمو الاقتصادي والأداء الإداري , ومن هنا حازت هذه الظاهرة على اهتمام كل المجتمعات وكل الدول وتعالت النداءات إلى إدانتها والحد من انتشارها ووضع الصيغ الملائمة لذلك .

الفساد في القرآن الكريم :

لقد تناول القرآن جانب الفساد, وتعددن الآيات التي تذكر لفظ الفساد , ويذكر ( حمودي : 1 ) أن الانطباع الأول الذي تبادر عند الملائكة حينما خلق الله آدم , وأخبرهم أنه جاعل في الأرض خليفة كان استفهاما استغرابيا عن إنشاء هذا المخلوق الجديد , وذلك بقولهم : { قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء } ( البقرة :  30 ) , ومعنى ذلك بأن الأرض كانت مكانا يسوده الاطمئنان والسلام والهدوء لا فساد فيها ولا خراب ولا تجاوز ولا تعدٍ حتى كان هذا المخلوق المكرّم عند الله هو مبدأ الفساد وسفك الدماء , وكان الرد الرباني على هذا الاستغراب الملائكي : { قال إني أعلم ما لا تعلمون } ( البقرة : 30 ) , إشارة إلى سر في هذا المخلوق وحكمه في وجوده على الأرض وطبيعته ومسيرته وتكامله فيها , ولعل في الجواب الإلهي للملائكة إقرارا بهذا الجانب في الظاهرة الإنسانية وكأن الفساد وسفك الدماء ملازمان لطبيعة الإنسان بما يملكه من قدرة على الاختيار والإرادة والتجاوز : { إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا } ( الدهر : 3 ) .

ومما سبق نخرج بحقيقة أن الفساد ظاهرة إنسانية تحكمها قوانين الإنسان فردا ومجتمعا , وأن ما يقابل هذه الظاهرة هو الصلاح والإصلاح وأن حركة التضاد الموجودة بين هاتين الظاهرتين هي من العوامل التي تحكم مسيرة الأمم على الأرض ومن ثم تحكم مسيرة الإنسان ونهاية الأرض : { ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون } ( الأنبياء : 105 )

مفهوم الفساد الإداري :

يقصد بالفساد الإداري وجود الخلل في الأداء نتيجة الخطأ والنسيان وإتباع الشهوات والزلل والانحراف عن الطريق المستقيم . ويذكر مقال ( الفساد الإداري والمالي 1 : 1 ) أن الفساد هو : ” سوء استغلال السلطة العامة لتحقيق مكاسب خاصة ” .

يذكر ( بحر : 1 ) أن الفساد الإداري يحتوي على قدر من الانحراف المتعمد في تنفيذ العمل الإداري المناط بالشخص , غير أن ثمة انحرافا إداريا يتجاوز فيه الموظف القانون وسلطاته الممنوحة دون قصد سيء بسبب الإهمال واللامبالاة , وهذا الانحراف لا يرقى إلى مستوى الفساد الإداري لكنه انحراف يعاقب عليه القانون وقد يؤدي في النهاية إذا لم يعالج إلى فساد إداري .

اقرأ المزيد…

Posted by: naneeshussien | جانفي 5, 2013

الإدارة هي السبب

بقلم: عبد الله المهيري                                            

سؤال أوجه لكل مدير ومسؤول، هل تستطيع أن تخبرني ما هي آخر التطورات في مجال الإدارة والمجال التقني ؟

إذا كانت معرفتك ممتازة بهذين المجالين وتقوم بتطوير قسمك أو مؤسستك بتطور المجالان المذكوران فإني أتوقع مستويات خارقة من الأداء وسرعة في العمل، وإنتاجية تقفز قفزاً بخطوات واسعة نحو الأفضل، وتعاون بين الجميع ممن يعملون معك، الاحترام متبادل والآراء مسموعة، والإبداع أساس من أسس التجديد والتطوير المستمر، موظفون يحضرون قبل ساعات الدوام ويخرجون بعده، الصلاحيات المالية والإدارية مكفولة للجميع، والثقة عالية، مكان العمل نظيف ومرتب ومريح للنظر، مراجعون أو عملاء راضون تماماً عن الخدمات التي تقدمها، أرباع عالية وتكاليف منخفضة، هل تبدوا هذه الصورة حالمة؟ لا… هناك مؤسسات ناجحة تكون بيئة عملها بهذه الصورة.

أما إذا كنت جاهلاً بما سبق، فالعكس صحيح لكل ما ورد أعلاه، وقد يستغرب أحدكم ويتساءل، هل الإدارة هي السبب الوحيد لنجاح أو فشل أي مؤسسة سواءً حكومية أو خاصة؟ دعوني اختصر عليكم الإجابة، نعم هي السبب، لذلك ابتكرت قانوناً إدارياً اقتبسته من أحد الكتب الإدارية وغيرت فيه، يقول القانون رقم واحد: إذا وجدت مؤسسة فاشلة فانظر إلى الإدارة فهي السبب لهذا الفشل ويقول قانون رقم اثنان: إذا لم تجد الإدارة هي السبب فانظر إلى القانون رقم واحد!!

الإدارة هي الأساس في كل مؤسسة فبدونها يكون العمل في المؤسسة خبط عشواء، وبها يسير العمل إلى الطريق الصحيح، لكن إذا اعوجت أعوج العمل معها وإن صلحت، صلحت المؤسسة، فهي بمنزلة العقل للإنسان والعقل إذا لم يطور تجمد بل تحجر.

والإدارة لا تقتصر على شخصاً واحد بل على عدة أشخاص يقودهم شخصاً واحد أو ما نسميه المدير العام، ولهذا المدير مسؤولون سواءً للمالية والحسابات أو لإدارة المشتريات أو خدمة العملاء وهكذا، وكل هؤلاء يطلق عليهم لفظ الإدارة، والإدارة تملك في يديها الموارد البشرية والمادية ولها الحق في تصريفها وترتيبها بطريقة معينة للقيام بأكبر إنتاجية.

الفقرة السابقة هي تعريف بسيط لشكل الإدارة، وذكرنا في هذا التعريف حق الإدارة في تصريف مواردها، لكن وسائل ترتيب الموارد البشرية كثيرة ومنوعة، فأي الطرق يستخدم مديرك؟ هل هي طريقة حديثة لا مركزية، أم أسلوب متسلط مركزي؟

الأسلوب المتسلط يقوم على نظرية أن الموظفين كسالى، يجب أن تفتش عملهم كل دقيقة، عديمي الأمانة فيجب أن تحكم الرقابة عليهم وتبتكر القوانين الصارمة، إنهم أقل ذكاءً وفهماً منك، فيجب أن تضع أهدافاً للأداء لهم أو حتى لا تخبرهم بذلك بل يكفي أن تكلفهم بمهام وسينفذونها من دون تفكيراً كالآلات!! ليس لهم الحق أن يسألوا لماذا؟ إنهم فقط يؤدون ما عليهم من واجب فلا يستحقون أي حوافز سواءً مادية أو معنوية، لا رأي لهم أو استمع لآرائهم ولا تلقي لها بالاً لكي تخدعهم وتجعلهم يظنون أنك تستمع إليهم.

أما الأسلوب الحديث فيبنى على أسس متينة عماده الثقة والإخلاص وحب العمل والتعاون، فالمدير هنا يسمى قائد لأنه يحفز الآخرين نحوا أهدافاً اتفق عليها الجميع، وكل شيء في هذه المؤسسة يناقش من المبادئ والأخلاقيات العامة حتى الأساليب التطبيقية، مروراً بالشؤون المالية والإدارية، فكل موظف له الحق في إبداء رأيه وله الحق في أن يسمع، كل شيء يناقش في جو من الاحترام المتبادل والكل يضع عصارة فكره وإبداعه، وتتطور المؤسسة فتلغي الإجراءات العقيمة لتحل محلها إجراءات أكثر بساطة وإنتاجية، وتلغى النظم المعقدة المركزية إلى نظم لا مركزية، يتحمل الموظفون المسؤولية كاملة ودور المدير هنا أن يكون موجهاً ودرباً ومعلماً وقدوة، فعله أكثر من كلامه، والمعلومات يتيحها للجميع إذ لا سرية كما في النظام المتسلط.

كان ذلك في المجال الإداري، أم المجال التقني فهو وسيلة قوية في يد الإدارة الحديثة ووسيلة تفاخر في يد الإدارة المتسلطة… والمجال التقني يفتح آفاقا واسعة لتخفيض الكلفة والزمن لتحقيق المهام وتكون فعالة إذا ما استخدمت بالطريقة الصحيحة.

وأخيراً هذا بعضاً مما لدي أحببت أن أشارككم فيه، وتناولت في هذه العجالة بعض المبادئ الإدارية، وغطينا جانب صغير جداً من الإدارة، ذلك أن الإدارة هي بحراً واسع لكني لا أكل من السباحة فيه، وأنصح كل شخص يود أن يطور نفسه ومؤسسته من الناحية الإدارية والقيادية أن يشتري بعضاً من الكتب الإدارية البسيطة ويقوم بتطبيق ما فيها إذا اقتنع بما فيها!! واقرؤوا كتاب البحث عن الامتياز لتوم بيترز، وكتاب الثورة على الفوضى لنفس الكتاب، ولتعلم المبادئ الأساسية للإدارة فقرؤوا كتاب ممارسة الإدارة لبيتر دراكر، قد أطلت الكلام عليكم… سامحونا!

————————————————-

المصدر :

موقع مركز المدينة للعلم والهندسة اتصل بنا لأي مشكلة أو اقتراح

Posted by: naneeshussien | جانفي 5, 2013

الإدارة العصرية وجامعة المستقبل

بقلم :

دكتور يحيى عبد الحميد إبراهيم

أستاذ بجامعة أسيوط

أستاذ دكتور محمد رجائي الطحلاوى

محافظة أسيوط

دكتورة نبيلة توفيق حسن

كلية التجارة جامعة أسيوط

ملخص:

ان المدقق لاحوال العالم النامى هذه الايام يجد انه مقبل على فترة من اصعب الفترات التاريخية.‏ فهو فى مواجهة خطيرة بين العزلة عن الحركة العالمية والمشاركة فى عولمة هذه الحركة،‏ وكلاهما خيارات صعبة ليست فى صالحه بالشكل الحالى لمجريات الامور.‏ وعليه تصبح حركة العالم النامى حركة المأذق التى تتطلب المواجهة بشكل حاسم.‏ وطريق المواجهة طريق واضح المعالم تحدده رؤية واضحة وهى انه لن تتقدم دول العالم النامى بدون تعليم راق وديمقراطي حقيقية لا تذوب مضامينها فى اشكالها.‏ وفى هذا المقام فاننا نركز فقط على التعليم.‏ حيث ان مناخ التعليم لا يطور فقط الثروات البشرية ويجعلها قادرة على ادارة وتنفيذ برامج التنمية.‏ ولكن ايضا يجعلها قادرة على العمل بالاساليب الديمقراطية على المستويات الادارية والتنفيذية والسياسية.‏ ويرتبط حجم وجودة الخدمات الجامعية بالمنظومة الادارية التى تجعل رسالة الجامعة بوصلة الحركة على طريق المبادىء الارشادية والأخلاق الجامعية.‏ وفى ذلك نرى ان مستوى الاداء الجامعى لن يرتفع فوق مستوى الاداء الادارى.‏ وعليه فان الادارة العصرية تفرض نفسها على جامعة المستقبل .‏ كما سوف يتحدد نجاح القائد الجامعى من خلال قدرته على تحويل رؤية المستقبل الى واقع ملموس.‏ وعليه فى ذلك ان يتفاعل مع القائمين على رسالة الجامعة دون ان يفقد مكانه فى المقدمة ،‏ كما لا يجب ان يغالى فى موقعة المتقدم حتى يراه الآخرون ويتمكنوا من اتباعه.‏ والقائد العصرى هو الذى لا يتوقف عن تعليم نفسه بالوسائل المعروفة وتتوقف المقدرة القيادية حينما تتوقف الرغبة فى التعليم.‏ ونتناول فى هذا البحث الانماط الادارية التقليدية ثم نركز على الادارة العصرية والتى ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية هى الادارة بالرؤية المشتركة والادارة من موقع الاحداث والادارة التفاعلية.‏

الادارة الجامعية

والسؤال الان كيف تدار جامعاتنا؟‏ هل تدار برؤية المستقبل وتحدياته وخطورة رسالة الجامعة على حركة المجتمع ام ان هناك اسلوبا اخر تدار به لمصلحة قصيرة الاجل تجعل من العملية التعليمية عبئا على التنمية والديمقراطية ؟‏ وحتى يمكن تفهم ارتباط التعليم بالتنمية والديمقراطية فلابد من اختصار الانماط الادارية المختلفة والتى يمكن ان تدار من خلالها اى مؤسسة علمية كانت او غير ذلك.‏ والادارة بصفة عامة هى واحدة من ستة عناصر هامة فى الكيان الجامعى وهى:‏ـ

(‏ا)‏ سوق العمل بالنسبة لخريجى الجامعات.‏

(‏ب)‏ التقنية المطلوبة لاعداد الخريجين.‏

(‏ج)‏ الجهاز التنفيذى.‏

(‏د)‏ راس المال اللازم لتمويل العلمية التعليمية فى جوانبها.‏

(‏ه)‏التنظيم الذى يربط ما بين العناصر السابقة

(‏و)‏ والجهاز الادارى المسئول عن وضع رسالة المؤسسة الجامعية موضع التنفيذ من خلال رؤية واضحة ومبادىء ارشادية تنقح الانظمة للحفاظ على التراث الثقافى وتطوير المهارات التقنية ومهارات الاتصال والتفاعل الانسانى.‏ ان المبادىء الإرشادية لعملية التعليم والتعلم مبادىء فطرية وذات لحن وتناغم واحد،‏ وميلنا الى هذه المبادىء يعنى اننا نحاول ان نعيش حياتنا الجامعية متوافقين معها.‏ وبذلك تتحدد وتتحد اتجاهاتنا الداخلية والخارجية،‏ وذلك هو المعنى البسيط للاستقامة فى الإدارة الجامعية.‏

اقرأ المزيد…

Older Posts »

التصنيفات